روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | يا معلمتي.. انتهت علاقتي معك

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > يا معلمتي.. انتهت علاقتي معك


  يا معلمتي.. انتهت علاقتي معك
     عدد مرات المشاهدة: 3160        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله الرحمن الرحيم.. أعانكم الله واثابكم على عملك الجليل وبعد، أنامرشدة طلابيه في المرحلة الثانوية متفانية في عملي اشعر بان جميع الطالبات في ذمتي ومسوؤلة عنهن يوم الدين

أحاول ان اساعدالجميع تميزني طيبة ونيتي بشوشة لكل من في المدرسة المشكلة تكمن بان إحدى الطالبات توفت والدتهاايام الامتحانات غابت الطالبه في ثاني يوم للعزاء سمعنابان والدتها توفت

أرسلت لها رسالة تعزية عن طريق الجوال سالت زميلاتها قالت بانها ليست في وعيها ذهب اليهاأنا ومعي ثلاث معلمات كانت حالتها يرثى لها وبعد اسبوع حضرت الطالبة لتكملت الامتحانات قابلتهاوأثنيت عليها

بعد أسبوع أرسلت لي رسالة تقول فيهاماوجدت لإحساسك مثيل انت كالعطر يكفي عن الشوف شمه رديت عليها بدعوة لوالدتهاوأن يسعدها ربي ويحميها

اثناء الاجازة كانت ترسل لي رسائل كتهنئة برمضان والعيد أيام الجمعة رسائل عادية في بداية السنة قابلتها وصافحتهاهي ومجموعة من الطالبات الطالبة اراها في بعض الأحيان تنظر اليه وتتهرب مني

قابلتها في ممرات المدرسة سالتها عن احوالها

وذكرتها باني اختها الكبيرة تجدني عندما تحتاجني فردت أفهم ذلك بعد ذلك صارت تتهرب ولا تقابلني الا بوجود زميلتها

أنا أسال عن جميع طالبات المدرسة سالت إحدى المعلمات عنها وذكرت لي بانها قد تغيرت حيث أصبحت تبالغ بالزينة والسرحان اثناء الحصة قابلتها واستدعينها للحضور لمكتبي قالت لي سوف اعود لك ثواني ذهبت احضرت معها زميلتها

طلبت من زميلتها الانصراف لاني ارغب في الحديث معا على انفراد قالت هي لي أنا لا أخبي عنها شي فقلت لها براحتك إذا حبيت تخبري زميلتك فيما بعد بدات الحديث معها بالسؤال عن احوالهاوعن امتحانات وعن اخوتها

ذكرت لي بانها تمام سالتها عن سبب وسر تغيرها في مظهرهاوبانهاجميلة بغيرهذه الاشياء ابتسمت سالتهاعن فيما تفكر اثناء الحصص حيث السرحان فقالت لا أدري

أثناء المناقشة معها شعرت بانها تريد الهروب وحديثي معها لا يجدي بدون فائدة حيث قالت لي ماحب احد يشوفني اشعر باحراج انهيت حديثي معها

أرسلت لها رسالة جوال مضمونها بانها أخت عزيزة اوصيها بالمذاكرة والمحافظة على الصلاة والاذكار وان تسامحني اذا سببت لها احراج

وذكرت لها بان رسالتي هذي أمانه لاحد يطلع عليها وان تمسحها بعد قراءتها ردت علي خلاص انسيني ترى الكلام يجرح هنا انهيت علاقتي بها وانتظر ردكم

كيف أتصرف معها وهل انهي علاقتي بها كما طلبت أنا قصدي مساعدتهاهي طالبه عادية بالنسبة لي حابة اعرف ماسبب تصرفها؟؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أختي المباركة أقدر لك استشعارك لمسئوليتك تجاه بنياتنا وتلمسك حاجاتهن ومشكلاتهن، وهذا ما نتوسمه فيك تحقيقًا لرسالتك في توجيه وإرشاد الطالبات فجزاك الله خير.

أختي المباركة يسهل تعاملك مع طالبتك عندما تتأملين موقفك معها على أنه يتكون من حدثين:

الحدث الأول: وفاة والدة الطالبة وما قمت به ـ أحسن الله إليك ـ وفريق من معلمات المدرسة في مواساتها والشد من أزرها، وقد تقبلت الطالبة منكن ذلك بامتنان، كما استمرت في التواصل معك عبر الرسائل الهاتفية خلال الإجازة الصيفية.

الحدث الثاني: شعورك بتهرب الطالبة منك والتغير الذي طرأ عليها (اهتمامها بزينتها وسرحانها خلال الحصة)، وهنا حاولت حفظك الله التواصل معها لمعرفة سبب تغيرها ومناصحتها، فكانت استجابتها ضعيفة ثم طلبت منك نسيانها.

بتحليل الموقف نجد أن المشكلة تتصل بالحدث الثاني وتتلخص في استشعارك لوجود مشكلة لدى الطالبة للتغير الذي طرأ عليها وإحساسك بتهربها منك، ووفق ما سبق أود الوقوف على النقاط التالية:

أولًا: لا يخفى عليك أن طالبتك تمر بمرحلة عمرية حرجة وهي مرحلة المراهقة، ومن خواص هذه المرحلة شعور المراهقة بالاعتزاز بشخصيتها وحبها للاستقلال والحرية وترحيبها بتقبل الآخرين لها دون نقد، كما أنها ترفض الوصاية ولا تتقبل التوجيه والإرشاد المباشرين، وتنزعج من رقابة الآخرين عليها وإن كانت بسبب الحب والاهتمام، كما تنزعج بشدة من إحساسها بأن الشخص المقابل لا يحسن الظن بها، كما أن من خواص هذه المرحلة سهولة التغير ويتأكد ذلك بعد الأحداث الكبرى مثل وفاة والدتها.

ثانيًا: الآن أختي الكريمة لنرتجم سلوكك نحوها من وجهة نظرها: فأنت حفظك الله توجهين لها النصائح بشكل مباشر وتتبعين أحوالها وتسألين عن سبب تغيرها بشكل مباشر وتلمحين إلى وجود مشكلة لديها من خلال حثك إياها للجوء إليها وأنك بمثابة أختها الكبرى، مما تعده هي تعديا على استقلالها وفرض وصاية عليها وإساءة ظن بها، كما أنك تقللين من أهمية تزينها وتعدينه سلوكًا غير مفضل مما تعتبره عدم تقبل لها، وهذا كله يزعجها ويدفعها لتجنبك.

ثالثًا: لا أجد أختي الفاضلة فيما ذكرت (الاهتمام بالزينة والسرحان) مؤشرات وجود مشكلة لدى الطالبة تستدعي التدخل والمساعدة.

ختامًا أختي المباركة أوصيك بالاعتدال في تعاملك مع طالبتك فلا تحيطيها بالرعاية والاهتمام الزائدين لمجرد وفاة والدتها، وأيضًا لا تقطعي علاقتك بها تمامًا، بل ليكن تعاملك معها كما تتعاملين مع سائر طالبات المدرسة، وفي حالة وقوفك على حقائق ثابتة ـ وليس ظنون ـ تستدعي مد يد العون لها فقد يكون من المناسب التعاون مع إحدى المعلمات والتي تتصف بالحكمة وتكون قريبة من الطالبة أو الطالبات بشكل عام.

وفقك الله وسددك وكتب أجرك.

الكاتب: أ. أمل عبدالله الحرقان

المصدر: موقع المستشار